للمرة الثانية خلال ثماني سنوات، أصبحت هناك مرشحة رئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن قلة من الناس يعرفون أن النساء في أقدم ديمقراطية في العالم لم يكن لهن الحق في التصويت حتى قبل مائة عام فقط تقرياً، وكان كفاح النساء الأمريكيات من أجل الحق في التصويت طويلاً وشاقاً امتد لعدة عقود قبل إقرار التعديل التاسع عشر في عام 1920.
للمرة الثانية خلال ثماني سنوات، أصبحت هناك مرشحة رئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن قلة من الناس يعرفون أن النساء في أقدم ديمقراطية في العالم لم يكن لهن الحق في التصويت حتى قبل مائة عام فقط تقرياً، وكان كفاح النساء الأمريكيات من أجل الحق في التصويت طويلاً وشاقاً امتد لعدة عقود قبل إقرار التعديل التاسع عشر في عام 1920.
تعود جذور حركة حق المرأة في التصويت إلى أوائل القرن التاسع عشر، إلى جانب النضال ضد العبودية، وبرزت نساء مثل لوكريشيا موت كمدافعات عن حقوق المرأة في الحركة المناهضة للعبودية.
وخلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر، استخدمت النساء المطالبات بحق المرأة في التصويت استراتيجيات مختلفة لتعزيز قضيتهن، فقد نظمن التجمعات وكتبن المقالات ومارسن الضغوط على المشرعين للحصول على الدعم لحركتهن.
غير أن فيكتوريا كلافلين وودهول سجلت لنفسها تاريخاً ناصعاً عندما أصبحت أول امرأة تترشح لرئاسة الولايات المتحدة منذ أكثر من 150 عامًا، رغم أن النساء في ذلك الوقت لم يكن لهن الحق في التصويت، فخلال انتخابات الولايات المتحدة عام 1872، شرعت وودهول، سمسارة البورصة وناشرة الصحف والمدافعة عن الإصلاح الاجتماعي، في حملتها الرئاسية في سن 31، لم تتحد توقعات المجتمع فحسب، وسعت إلى أعلى منصب في البلاد، بل واجهت أيضًا قيودًا دستورية فقد كانت متأخرة بأربع سنوات عن السن القانونية لشغل منصب الرئيس.
كان ترشيحها مثيرًا للجدل، وعلى الرغم من أنها حظيت ببعض الدعم من زملائها المطالبين بحق المرأة في التصويت، إلا أن المدافعات الرئيسيات مثل سوزان ب. أنتوني وإليزابيث كادي ستانتون نأين بأنفسهن عنها، فقد نظرن إلى وودهول باعتبارها شخصية غريبة الأطوار، وأثارت مواقفها الجريئة الكثير الدهشة، واعتبر الكثيرون آراءها متطرفة، خوفًا من أنها قد تقوض حركة حق المرأة في التصويت على نطاق أوسع.
في العاشر من مايو 1872، رشحها حزب الحقوق المتساوية كمرشحة رئاسية في قاعة أبولو في مدينة نيويورك، ودافع الحزب عن عدة قضايا تقدمية، بما في ذلك المساواة في الأجور للنساء، وتقليص ساعات العمل للجميع، والحقوق المدنية للأمريكيين من أصل أفريقي.
وعلى الرغم من ترشحها في الانتخابات الأمريكية، لم يظهر اسم وودهول في أي من بطاقات الاقتراع الرسمية، ولا يوجد سجل للأصوات التي حصلت عليها، ومع ذلك، مهد ترشحها في عام 1872 الطريق أمام النساء في المستقبل اللاتي طمحن في الترشح للرئاسة.
وقد ألهمت جهودها مرشحين لاحقين في الانتخابات الأمريكية، مثل بيلفا آن لوكوود في عامي 1884 و1888، ومارجريت تشيس سميث، التي أصبحت في عام 1964 أول امرأة يتم ترشيحها في مؤتمر حزبي رئيسي.
كما سار على خطى وودهول شخصيات بارزة أخرى، مثل شيرلي تشيزولم، أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي تسعى إلى الحصول على ترشيح حزب رئيسي في عام 1972، وبات شرودر، التي ترشحت لفترة وجيزة للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في عام 1988.
تظل وودهول شخصية بارزة في القرن التاسع عشر، اشتهرت بدفاعها عن حقوق المرأة وحقها في التصويت وأصبحت أول امرأة تدير شركة وساطة في وول ستريت. توفيت وودهول في عام 1927 عن عمر يناهز 88 عامًا.