كيف انتهت المواجهة بين صواريخ كينجال الروسية ومنظومات باتريوت للدفاع الجوي فوق كييف؟

97 17-05-2023

الاتحاد الاوروبي   روسيا   اوكرانيا  

تقول كييف إن دفاعاتها الجوية من نوع باتريوت أمريكية الصنع، دمّرت 6 صواريخ فرط صوتية روسية من طراز كينجال فجر الثلاثاء فوق كييف. موسكو من جهتها تقول إن الضربات أصابت أهدافها. فماذا حدث حقاً؟

شارك :


تقول كييف إن دفاعاتها الجوية من نوع باتريوت أمريكية الصنع، دمّرت 6 صواريخ فرط صوتية روسية من طراز كينجال فجر الثلاثاء فوق كييف. موسكو من جهتها تقول إن الضربات أصابت أهدافها. فماذا حدث حقاً؟

أعلنت أوكرانيا الثلاثاء أنها أسقطت وابلاً من الصواريخ الروسية وأنها أسقطت ستة صواريخ روسية فرط صوتية من طراز كينجال في هجوم ليلي شنته موسكو.

واذا كانت كييف أعلنت أنّها دمرت في الجو كل الصواريخ الروسية فإن موسكو من جهتها، أكّدت أن الصواريخ "أصابت كل أهدافها" وبينها نقاط "انتشار القوات المسلحة الأوكرانية" ومخازن ذخيرة وأسلحة غربية.

وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على تويتر "إنجاز رائع آخر لسلاح الجو الأوكراني! الليلة الماضية، أسقط المدافعون عن سمائنا ستة صواريخ روسية فرط صوتية من طراز كينجال و12 صاروخاً آخر".

بحسب رئيس هيئة الأركان الأوكرانية، فاليري زالوجني، هاجمت روسيا أوكرانيا "من الشمال والجنوب والشرق" بصواريخ كينجال وصواريخ كروز من نوع كاليبر وصواريخ إس-400 وإسكندر وأيضاً بمسيّرات من صنع إيراني".

ولم تنفِ موسكو ما جاء على لسان المسؤولين العسكريين الأوكرانيين إلا حتى وقت متأخر من يوم الثلاثاء، حيث قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو إن روسيا أطلقت صاروخين فقط من نوع كينجال. 

وقال شويغو "روسيا لم تطلق هذا العدد من صواريخ كينجال الذي تقول [أوكرانيا] إنها أسقطته" مضيفاً أن "عدد هذه [الاعتراضات الأوكرانية] يزيد بثلاث مرات عما أطلقناه". 

ما هي صواريخ كينجال؟

صواريخ كينجال [الخنجر] هي نوع من الأسلحة فرط الصوتية، أي أن سرعتها تفوق سرعة الصوت بعدة أضعاف [10 أحياناً]. وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "لا تقهر" لأن سرعتها تسمح لها بتجنب غالبية أنظمة الدفاع الجوي.

الصواريخ تنتمي إلى جيل جديد من الأسلحة الصاروخية التي عملت روسيا ودول أخرى أبرزها الصين الولايات المتحدة والهند وألمانيا وكوريا الجنوبية [وحتى جارتها الشمالية] على تطويرها في العقود الأخيرة. 

بالنسبة للكينجال، غالباً ما تطلق هذه الصواريخ من قاذفات ميغ-31. 

وكان مسؤولون غربيون اعترفوا مؤخراً بأن برامج روسيا والصين في هذا المجال أكثر تقدماً من البرامج الغربية وعليه خصص الجيش الأمريكي ميزانية كبيرة لتطوير هذه التكنولوجيا في الأعوام المقبلة. 

وفي آذار/مارس من العام الماضي، قالت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية [جهاز المخابرات العسكري] إن الصواريخ الصينية من هذا النوع أكثر تطوراً من نظيرتها الروسية. 

واستخدمت روسيا صواريخ كينجال منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا ولكن الجيش الأوكراني أعلن منذ يومين إسقاط واحد منها في سماء كييف، الأمر الذي أفرح داعمي ومؤيدي أوكرانيا. روسيا من جهتها نفت ذلك بعد أسبوع كامل من الصمت. 

مواجهة باتريوت وكينجال

ليلاً أكدت وكالات أنباء عالمية أن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية في كييف كانت تعمل بجهد ضدّ الصواريخ الروسية. ولاحقاً انتشر فيديو أولي مدّته دقيقدتين على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر تلك الأنظمة مُفعَّلة. 

يقول مؤيدو روسيا عبر الفيديو أدناه إن الأوكرانيين قصفوا نحو 30 صاروخ باتريوت ومع ذلك، تلّقوا ضربتين في نهاية المطاف، ما أدى إلى تدمير بطارية باتريوت أو منصات إطلاق. 

طبعاً لا يمكن ليورونيوز التحقق من هذه المزاعم بطريقة مستقلة. 

حساب FighterBomber على تلغرام وهو مقرب من القوات الجوية الروسية، قال إن الفيديو "يوثق عملية إفراغ منصتيْ باتريوت من الصواريخ الـ 32 التي يمكن أن تحملها [16 لكل واحدة]". 

وومساء الثلاثاء، قال مسؤول أمريكي لشبكة "سي إن إن" إن بلاده تحقق في مسألة تعرّض إحدى منظومات الدفاع الجوي لأضرار ولكنه أكد أن المنظومة لم تدمّر كما يزعم الجانب الروسي. 

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة لا تزال تقيم إلى أي درجة تضرر النظام. سيحدد ذلك ما إذا كان النظام يحتاج إلى أن يُسحب كلياً أو ببساطة إصلاحه على الفور من قبل القوات الأوكرانية.

ماذا حدث حقاً ومن يقول الحقيقة؟

طبعاً هناك حرب إعلامية دائرة بين روسيا من جهة وأوكرانيا ووراءها الغرب من جهة أخرى، خصوصاً وأن النزاع بدأت تستخدم فيه بعض من أحدث المعدات عند الطرفين. 

يقول ميكايل فالترسون، وهو خبير عسكري وسياسي وعسكري سابق في الجيش السويدي، إن "الأوكرانيين بالغوا حتماً ولكن قد يكون فعلاً أسقطوا عدّة صواريخ. والفيديو يبدو تأكيداً للمزاعم الروسية ومفادها أن منصة إطلاق باتريوت واحدة على الأقل ضُربت ودُمرت"". 

يقول مؤيدو الجانب الأوكراني إن باتريوت "سيغير قواعد اللعبة"

ولكن فالترسون يتساءل أيضاً عن عدد صواريخ باتريوت التي تلقاها الجيش الأوكراني ويقول إن الفيديو الذي يستمر دقيقتين "مكلف للغاية" خصوصاً وأنه تم إطلاق عشرات الصواريخ الأمريكية فيه وقيمتها 160 مليون دولار.

ولكن هناك خبراء غربيون يشككون أيضاً في قدرة الصاروخ الروسي. دومينيكا كونرتوفا مثلاً، الباحثة في مركز الدراسات الأمنية في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، قالت لصحيفة لوموند الفرنسية إن صواريخ كينجال مبالغ بقدراتها. 

وتشير كونرتوفا إلى أن الصواريخ هذه "دعائية" إلى حدّ ما، وتقول إنها صواريخ باليستية معدلة قليلاً تطير بشكل أسرع بقليل لأن إطلاقها يتم إطلاقه بواسطة طائرة أسرع من الصوت".

أما موقع فوروم إير بيز المتخصص في الشؤون العسكرية، فيشير إلى أن الصواريخ هذه تشبه إلى حدّ ما صواريخ إسكندر الباليستية التي يطلقها الجيش الروسي من قواعد برية.