من «مستقرة» إلى «إيجابية».. لماذا عدلت وكالة فيتش نظرتها لمصر؟ وما تداعيات ذلك على الدولة؟

66 04-05-2024

اخبار   مصر   اقتصاد  

أثار تعديل وكالة فيتش، النظرة المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية، ووضع تصنيف مصر عند “-B”، الجمعة، عن تساؤلات كثيرة

شارك :


أثار تعديل وكالة فيتش، النظرة المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية، ووضع تصنيف مصر عند “-B”، الجمعة، عن تساؤلات كثيرة، عن ما هو التصنيف الائتماني؟.. وما هي وكالة فيتش؟ ولما تهتم الدول بشكل كبير بالتقييمات الصادرة عن وكالات التصنيف الائتماني؟.. ولماذا عدلت فيتش نظرتها لمصر؟ وما تداعيات ذلك القرار؟


 ما هو التصنيف الائتماني؟

التصنيف الائتماني هو تقييم مُعين لقدرة المقترض على الوفاء بسداد الديون أو الالتزامات المالية التي لديه، بمعنى (هل الدولة اللي عليها ديون خارجية تقدر تدفع الديون دي ولا لأ، وبناء عليه بيتم وضعها في تصنيف ائتماني سواء إيجابي أو سلبي).


يعتمد التصنيف الائتماني على تحليل شامل لعديد من العوامل المالية والاقتصادية المرتبطة بالمقترض أو المدين (الدولة اللي عليها ديون)، وأهمها (القدرة على السداد، والتاريخ الائتماني، والسيولة، إضافة إلى الاقتصاد العام والصناعة.. وغيرها من العوامل ذات الصلة التي تحدد قدرة الملاءة المالية للمقترض).


وكالات التصنيف

أشهر وكالات تصنيف ائتماني مستقلة ومعروفة عالمياً، هي: فيتش، وستاندرد آند بورز و موديز، وتقوم هذه الوكالات بتقييم الائتمان والمخاطر المالية.


(ستاندرد آند بورز): تأسست في العام 1860، وهي جزء من شركة “ستاندرد اند بورز غلوبال” وتقع مقرها في نيويورك.


(موديز): تأسست في العام 1909، وهي جزء من شركة “موديز كوربوريشن” ومقرها في نيويورك.


(فيتش ريتينجز): تأسست في عام 1913، وهي جزء من شركة “فيتش جروب” ومقرها في نيويورك.

ما هي التصنيفات الخاصة بالدول؟

تعد وكالات التصنيف جهة محايدة، توضح قدرة الدولة على سداد التزاماتها، ووضعها الاقتصادي، وتقدم المشورة للمستثمرين، وتضع تصنيفاً محدداً وفق تصنيف معترف به عالمياً، مع وضع نظرة مستقبلية إما مستقرة أو سلبية.


ويتم تصنيف المقترض عادة برموز وحروف تعبر عن درجات الائتمان المختلفة، على سبيل المثال، يمكن أن يكون التصنيف AAA هو أعلى تصنيف ممكن، يليه AA ثم  A، وهكذا.


وهذا التصنيف عندما يكون إيجابي يدل على قلة المخاطر المرتبطة بدولة ما، وعلى العكس من ذلك، عندما يكون التصنيف سلبي يدل على وجود مخاطر خاصة بعدم السداد من قبل الدولة ويتم تصنيفها بتصنيف خاصة بالمخاطر الأعلى مثل CCC أو D.


وتقوم مؤسسات التصنيف الائتماني الشهيرة ، فيتش، و ستاندرد آند بورز و موديز، بوضع كل دولة تحت تقييم دوري، قد يكون بطلب من جهة معينة (كبنك تابع لتلك الوكالات) وقد يكون لا. 


ما تداعيات التصنيف الائتماني على الدولة؟

في السياق ذاته، يقول محمد عبدالعال، الخبير المصرفي، إن التصنيف الائتماني للدولة ضروري جدا كونه يوضح هل الدولة قادرة على سداد الديون، التي اقترضتها من مصادر خارجية أم لا.


عند حاجة الدولة للاقتراض، فيكون أمامها خيارين، الاقتراض من دولة أخرى ويكون من خلال (ودائع، الاستثمار المباشر أو غير المباشر)، الثاني هو أن تقترض من خلال طرح سندات، على حد قول الخبير المصرفي.

أوضح عبد العال، أن إصدار هذه السندات من قبل الدولة يجب أن يكون له تصنيف يوضح هل الدولة ستستطيع دفع التزاماته أم لا، ولذلك فإن المقرضين لمصر أو غيرها من الدول (سواء إقراض مباشر أو الاستثمار في السندات)، يجب أن يقومون بمعرفة قدرة الدولة المقترضة على السداد ورد الأموال وسداد فوائدها بشكل دوري.


لماذا عدلت فيتش نظرتها لمصر؟

قامت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، الجمعة، بتعديل النظرة المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية، وأكدت الوكالة تصنيف مصر عند “-B”، مشيرة إلى ذلك يأتي بسبب انخفاض مخاطر التمويل الخارجي وقوة الاستثمار الأجنبي المباشر.


وأضافت فيتش في بيان، لها: “ستكون مرونة الصرف أكثر استدامة مما كانت عليه في الماضي وهو ما يعكس جزئيا مراقبتها الوثيقة في إطار برنامج تسهيل الصندوق الممدد الموقع بين مصر والصندوق والذي يستمر حتى أواخر عام 2026”.


فيما معناه (أن تحرير سعر الصرف جعل هناك استقرار أكثر في مصر ، وكذلك التعاون بين مصر وصندوق النقد ساعد على تغيير النظرة لمصر على أنها مستقرة).


وكانت وكالة موديز للتصنيف الائتماني قد عدلت هي الأخرى نظرتها المستقبلية لمصر إلى “إيجابية” في أوائل مارس، بينما أبقت تصنيفها دون تغيير بسبب ارتفاع نسبة الدين الحكومي وضعف القدرة على تحمل الديون مقارنة بنظيراتها.